الحلقة الثالثة :وصف مدينة اﻷقبية
الجو مظلم والمكان ضبابي رغم وجود إضاءة صناعية قوية ، إن لزوجة الهواء تجعل الرؤية مشوشة.
المكان نظيف خال من أي نوع من أنواع العفن و لكن رائحة العطن تملأ المكان ﻻبد أن الرائحة مصدرها الكتلة الحية في المكان أقصد سكان اﻷقبية ، فاﻷنابيب محكمة الغلق عالية التقنية تجعل مجرد الظن بوجود تسرب وهم وجب طرده .
إن اﻷراضي شمعية الملمس دافئة لها قوام عشبى بعيدة عن صلابة الجدران اﻹسمنتية و وعلى الرغم من ذلك ﻻ تلتصق بها الرائحة أو اﻷوساخ ،المكان يمتلئ بتقنيات تدفع الجميع للشعور بالدونية واﻹحباط وشعور آخر يصعب تسميته لكنه قريب للغربة ، فكل أساسيات المعيشة تعتمد على تقنيات معقدة يستحيل على شكان اﻷقبية استيعابها .
الشوارع واسعة تتفرع منها ممرات تسير مع أنابيب شفافة جدرانها من مادة أشبه بالزجاج لكنه زجاج ذكى يتغير لونه تبعا للسائل داخله فإن كان من الفئة 1 كان اللون أخضر،وإذا كان من الفئة 2 كان اللون أحمر ،أما الفئة 3 فاللون يتغير للأزرق.اﻷمر مناسب إذا كنت من سكان اﻷقبية فكل ما عليك هو ضغط الزر صاحب اللون المطابق للون الزجاج هذا هو عملهم باﻹضافة إلى أعمال التنظيف - أقصد تنظيف مخلفاتنا القليلة التي ﻻ توفر المدينة تقنيات للتخلص منها ، إليك كيف تتخلص المدينة من مخلفاتنا ،الوجبات التي تسلم لنا فى نهاية اليوم لها غرف خاصة ﻹستلامها ومن ثم ﻷكلها ثم التخلص من فضلاتها والملابس ثمة منفذ للتخلص منها كل دورتي عمل (ثمانية عشر يوما) لذا علينا تنظيف بقية فضلاتنا ، يتسلم كل منا رفش ومعول ورافعة وعلينا ابتكار بقية أدواتنا.
لقد ذهب الغرباء آن اﻷوان ﻷعترف لها ترى كيف سيكون رد فعلها؟
ﻻمى:كيف حالك سديم؟ لم أرك منذ مدة.
سديم:و ما الذى أجبرك للقائي أعلم أنك تكره رؤيتى وتشمئز مني.
لامي: أنا فقط ﻻ أرتاح لمجلس الغرباء لعلني أهابهم.
سديم :غريب على الرغم من أنك ﻷشبه سكان اﻷقبية بهم.
لامي :توقفي عن حديثك هذا ﻻ تخلبى منطقى الصافى به لقد تعلمت درسي.
سديم :نعم لقد تعلمته لم تعد تطيل الحديث وتفتخر بالمعرفة كما كنت سابقا لقد أصبحت تحتفظ بالكثير لنفسك كما يبدو.
لامي :إذن عم كنتم تتكلمون أنت و سكان اﻷقبية ؟
سديم :أﻻ يحق لي أن أحتفظ بمعرفتي لنفسي أنا أيضا؟
لامي :لم يكن ذلك ديدنك معي من قبل ولكن فلتفعلي فلن أنال منك إﻻ خطل و هذي فقد طال عمرك أكثر مما تحتمله أنسجة رأسك الصغير اللزج.
سديم :ما الذى أتى بك إى هنا ﻻمي؟ تكلم و ﻻ تخش لن تفيدك سلاطة لسانك هنا أرى في عينيك البراقتين أمل وخوف تكلم.
لامي :آه..ﻻ تعودي لحديثك هذا لقد قتلني من قبل و يقتلني اﻵن ولن تنقذيني وأنا أتعلق بك و أختنق بأملي لقد دفعتيني إلى الهرب من المدينة دفعتيني إلى الهلاك فهل تنقذيني؟
سديم :عن ماذا تتحدث ﻻمي ؟
لامي :عما يحدث لي لقد تنفست هواء طلقا وشربت ماء جار إن بشرتي تتساقط وذنبي ينكمش وقريبا سأكون ضفدعا معلقا في بهو ما يشق الغرباء بطني بينما أشاهد أحشائى تتوزع بين أيديهم.
سديم :كيف؟ ماذا تقول؟وكيف وصلت لهواء طلق أو ماء جار ؟و لما مازلت حيا؟
لامي :من هذا الذي يختبأ خلف العمود ؟
سديم :أي عمود هل تتوهم ﻻمي هذا ﻷنك ﻻ تستعمل الطيب.
لامي :ها هو يا أمرأة خلف العمود اﻷزرق وهل يمكنك رؤية ما خلف العمود من هنا؟
سديم :اصمتي إنه قادم نحونا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق