بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 20 يناير 2017

مدينة اﻷقبية

بداية أشكر الدكتور أحمد خالد توفيق  الذي أمتعنى بكثير من قص الخيال العلمى  وأثبت أنه فن يمكن الكتابة فيه بالعربية وليس حكرا على الغرب الذى أبدع كتابه فيه أيما ابداع أقدم لكم رواية مسلسلة بعنوان مدينة اﻻقبية وهي جهد معلم لغة عربية يحاول اﻻبقاء على هواية  الكتابة
أعرفكم بكاتب السطور محمد محمود  محمد الجوسقى ليسانس دار العلوم  أهوى الكتابة والمحتوى التالي محتوى ترفيهي لذا كل من يرغب فى اﻻستزادة من العلوم أو يرغب فى نوع من أنواع  التطهير عن طريق تحفيز الوعي لن يجد أيا من ذلك هنا مجرد رواية للترفيه  عن قارئها ولتمضية وقت كاتبها
الحلقة اﻻولى المجارير
انه العام .......وقد تغير العالم كثيرا أو لم يتغير اﻻمر منوط بالرائي ، فبينما يستقبل البعض كل جديد بأمل و انبهار ، يراه البعض مجرد طور أو مرحلة فى الطريق الى الزوال ثم الظهور فى زيارة أخري.
المشهد فى مدينة اﻻقبية مظلم لكنه ساحر بعيد عن اﻻفق ، آمن ليس ثمة شواطئ و ﻻ سحب ﻻنجوم أو نيازك .
نحن نعيش أزمة موارد ، خاصة الماء ؛ لذلك نعيد تنقية مياه الصرف ، ﻻ تتعجب نعيد تنقيتها انها تستخدم عدة مرات حتى تصبح غير صالحة للتنقية . إنها أزمة مستنصرية حقا ، ﻻ تتعجب من مصطلحاتى التاريخية فأنا فى أزمة أخرى ، مريض بالحنين إلى الماضى ،كم أخرنا التشبث بالماضي ذلك التراث الذى لفظه الجميع ليتحرروا و مازال أمثالى يحاربون طواحين الهواء .
هه..  حبذا لو وجد هواء يحرك الطواحين  ، فى مدينة اﻻقبية الهواء هنا ثقيل سميك أما الرياح الخفيفة فقريبة بعيدة يصعب الوصول اليها ويستحيل اﻹفادة منها إﻻ إذا كنت فى عمل ، هذا للساعون الجادون أما المتخاذلون مثلي فيطلبون مئونتهم من المخلفات التى تأتى من فوق أو ينتظرون وجباتهم بعد نهاية يوم من العمل في المجارير إنه العمل اﻷكثر انتشارا هنا ويتم توظيف جميع سكان اﻷقبية تقريبا في نفس الوظيفة، إن العمالة هنا تفوق الحاجة بكثير لكن الغرباء ﻻيرغبون في تسريح هؤﻻء إنهم بطالة مقنعة يتحركون ببطء بأجسادهم الهزيلة وبطونهم المنتفخة .
لقد اقترب ﻻمى هذا المتحذلق الذي خرب عقلي ، ما حدثته مرة حتى أنسانى الحق و خلط التعاليم التى تعلمتها وحفظتها لن أجعل أيا من كلامه يسكن رأسي يقرأ أوراق قديمة وهل هناك من يقرأ اﻷوراق في عصرنا هذا  ، ليس ثمة إنسان يعرف رموز تلك اللغة البائدة_أقصد المكتوبة_ يكفينا اﻵن أن نتواصل بالصوت بل صار من الممكن ايصال اﻷفكار للدماغ مباشرة يستطيع الغرباء فعل هذا و أكثر.
ﻻمى: صديقي كنان .
كنان: هلا صنعت مجرفة يا ﻻمي.
ﻻمي:ﻻ أستطيع.
كنان:إذن اصلح المحبس.
ﻻمى:لست بارعا في ذلك.
كنان:و فيم تبرع إذن في اﻻبتعاد عن العمل والمفاخرة ببطنك المسطح.
ﻻمي:ﻻ آخذ إﻻ حقى من الوجبات ، ﻻ اتسلم الطيب و ﻻ السماعات الحسية لذا فأنا أعمل على قدر أجرتي.
كنان:ﻻ أدري كيف تنام دون السماعات ودون الطيب كيف تتحمل الرائحة.
ﻻمى:كلاهما سواء.
كنان:ماذا؟!!
ﻻمى:رائحة الهواء هنا وطيب الغرباء يؤذيان البطون أنا أتنفس هواء جافا ليس لزجا رطبا كهواء اﻷقبية .
كنان: ومن أين لك بالهواء الجاف هل فى اﻷقبية هواء جافا؟!
لامي: من خارج اﻷقبية .
كنان: اصمت أتريد أن تودي بنا والله لتضيعنك ورقاتك هذى تحرك و لتعمل نافعا فأحد الغرباء قادم أم أنك قرأت في أوراقك عنه أمر نجهله.
لامي بينما ينظر ﻷحد الغرباء :إنهم قادمون من بعيد لم يراهم قط الكتاب.
كنان :لو رأوهم لتركوا الرمز وللحقوا بنا أنت تدعي أنهم قديما صلاب اﻷجسام دقيقي القد كما لو كنت تصف الغرباء والله ما تلك إلا أكاذيب انتحلها أحمق بل لعلهم دون أذناب أيضا.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق