بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 30 يناير 2017

النهاية خلية واحدة

حمل لامي على المركبة قدرا كبيرا من بطاريات النانو وبعض مقابض البلازما، انطلق لامي نحو مدينة اﻷقبية وانتطلقت داخله مشاعر الغضب بعدما علم أنه لا مهرب من مواجهة الغرباء-الحراس ، لقد أنهى البدو حلمه بالانضمام لعشيرة حرة خارج أسوار اﻷقبية، يتردد صدى كلمات خزام في آذانه ،أي ضنك أخضعوهم إليه ، لقد وطئوا جوهرهم و جردوهم من أرواحهم ، أطعموهم حنظلا حتى استطابوه ، مسخوا أجسادهم ، و اقتادوهم من أنوفهم .
دارت خواطر اﻷلم داخل عقل لامي حتى استطاب مدارها ، لقد صار مركز فلك آلامه ، لقد قيل له مؤخرا أنه يتشوق للألم(مازوخي ) ،لكنه تيقن أنه يتحرر به من محرقة النفوس داخل اﻷقبية، لن يطلب لامي اﻷلم بعد اﻵن ،فقد أصبح هو وجه اﻷلم ،حاد-متأجج -مخترق-سريع الوصول و ذو حراشف.
لكن أولا يحتاج بعض الطعام يجمع بعض الرمال و الماء فى أوعية ويأكا بعض براعم شجرة الطلح ويتحرك نحو النفق.
وصل لامي إلى النفق ،ترك المركبة بالخارج أخذ الحقيبة جمع بعض أكبر البطاريات بمحول طاقة ،يجمعها بأنبوبة قطرها عشر بوصات و ارتفاعها قدم ،يجب أن تملأ بنظير غاز "أنون أكتيوم"الخامل(يعرف من أين يجمعه)الذي يتحمل شحنه بكمية هائلة من الطاقة قبل أن تتحرر.
يتسلل لامي داخل اﻷقبية ،يبحث عن كنان ،يجده متفاجئا به ،غاضبا للغاية، كان لمشاعر نتيجة واحدة "احتضان لامي " .
لامي: لايوجد وقت للحديث ،أين سديم؟
كنان:و لكن ..ألم يشرحك الغرباء ؟
لامي :بلى لقد شرحونا جميعا، آن اﻷوان لرد صنيعهم.
قطع حديث لامي تغير في اﻹضاءة و ظهور الغرباء،يخرج لامي مقبض بلازما و أنبوبه رفيعه ،يخرج من جيب كنان  لاصق أبو بريص يجمع اﻷنبوب بالمقبض و يفعل البلازما ليخرج وميض من الغاز الملتهب.
يوجهه نحو أحد الغرباء-الحراس  الذين يتحلقون حولهم يرمي لامي ببعض الرمال في الهواء ويسكب المياه على رأسه ورأس كنان آملا أن يحميهم هذا من الموجات الدماغية ،يقترب الحارس من البلازما ،تصدم البلازما سترته المعدنية محدثة قوسا كهربائيا دون أن تؤثر به،يلوح لامي ببارقه بيينما يضيق الخناق عليهما ،تلمس البلازما فاصل مطاطي فتطاير اﻷطراف و ترتفع الخوذة لتسقط بين قدمي كنان.
بدت البذلة فارغة كأنها معبئة بالهواء ليس ثم أية رفات متناثرة ،تراجع الغرباء-الحراس وتجمعوا بعيدا كأنهم في انتظار تعليمات.
جرى لامي و كنان في اﻹتجاه المعاكس بحثا عن سديم، عندما رأت سديم لامي ممتشقا بارقه البتار لم تتمالك نفسها وكادت تهرب لولا أن المفاجأة صعقتها، قال لامي: خذيني إلى أحد المصاعد.
لم تنفع توسلات سديم التي انصاعت له بمجرد أن رأت خوذة الحارس بيد كنان.
توجه الثلاثة نحو مخرج في نهايته باب معدني كبير يقف عنده حارسان ،لم يكن صعيا على لامي التخلص منهما،استخدم لامي مقيض البلازما لكسر القفل ، وجهتهم سديم إلى الداخل حيث تم شفطهم ﻷعلى ،وصلوا لبهو يشبه البهو الذي هرب خلاله من قبل ،طالب لاهي سديم وكنان بتفقد النوافذ ليعرف أيها تطلعلى هوة عميقة،بينما توجه إلى ما يشبه منضدة معدنية فقطع قوائمها و حمل سطحها ليصل بها مدخرة ، لابد أنه يتوقع أن تتحرك اﻷرضية كما حدث من قبل ،تصيح سديم قائلة:لقد وجدت ضالتك.
يجري الذكران نحوها بينما يجر لامي اللوح الذي شذبه بالبلازما، يدخل من أحد المنافذ مجموعة من الحراس ،تبدو ستراتهم مختلفة إنهم أكبر حجما من بقية الغرباء-الحراس ، من الصعب أن يخترق سيف البلازما تلك البذات،يوجه الحراس بنادف صاعقة نحوهم لكن لامي يتمترس باللوح ،ويطلب من سديم اﻻختباء بفتحة النافذة، تنفذ سديم ذلك رغم عدم منطقية الطلب لكن في تلك الفترة بدا أن المسلمة الوحيدة هي لامي.ما أن تضع قدمها حتى يدفعها لامي لتسقط ﻷسفل الهوة ،ينظر له كنان نظرات حائرة، يقول له لامي عليك أن تتبعها ،إن لم تثق بي ثق بهذا(مشير لبارقه البتار ) ، ثم يوجه سنانه نحو طرف اللوح و يلمس بالطرف الساخن جسد كنان الذي يقفز من اﻷلم و يتعلق بالنافذة ، يدفعه لامي بيد بينما يمسك بيده اﻷخرى ترسه اللوحي ليلحق كنان بسديم.
عليه مواجهة الحراس ليصل إلى غرفة السائل اللاودي، أخرج مدخرة من حقيبة ظهرة ،فعلها و ألقاها نحو أحد الحراس الذي التقطها ، نزع لامي لصق أبو بريص و زاد من حدة البلازما ،ألقى المقبض نحو البطارية و لكنها سقطت بعيدا عنها (إن الحوادث تثبت أنه لا يجيد التصويب ) ،يرفع أحد الحراس مقبض البلازما يحاول إغلاق البلازما لكن يرفع من حدتها حتى تلمس البطارية في يد الحارس للتتناثر القطع المعدنية و يطير لامي مصطدم بالجدار و سقط يكاد أن يفقد الوعي ،دفع نفسه نحو النافذة وتبع كنان و سديم إلى غرفة السائل اللاودي .
تبخرت الرغوة التي تلقته ،أخرج الجهاز المعبأ بغاز "أنون أكتيوم"الخامل فعل المدخرات وأسرع نحو أكبر تجمع لتغصنات السائل ثم ألقاه وسطها قبل أن تغلف الأنابيب السائل ،أخرج لامي من الحقيبة مقبض بلازما وفعله و ألصقه باﻷنابيب ليحرص على أن تظل اﻷنابيب حول الجهاز و السائل.
يسرع السكان الثلاثة نحو مستودع المخلفات يستخدم لامي السائل اللزج لفتح كوة كما فعل حين هرب من هنا آخر مرة تفتح النافذة ويدفع سديم إلي الخارج ، لكن يبدو أن النافذة البديلة تغلق أسرع وبقوة أكبر من المرة السابقة ، أعد لامي وحدة جديدة لفتح النافذة مرة أخري لكن يبدو أنها لا تتأثر تبدو أمها أمتن وأصلب ، يجرب نافذة أخرى ، إنها التي فتحها حين سقط هنا وحده،إنها التي تقع بالوسط ، لا فائدة أيضا (لابد أن النافذة البديلة تكون أصلب ويتعذر تدميرها ) لم تتبقى سوى نافذة أخيرة لم تتعرض لمحاولات لامي ،هذه الفرصة اﻷخيرة ، يجب أن يسرع كنان و لامى بالخروج قبل أن تنزل النافذة البديلة ،تنجح المحاولة و تخرق النافذة يدفع لامي كنان بقوة ينزلق للخارج في حين قدمه اليسرى مازالت عالقة بالداخل تنزل النافذة البديلة بسرعة كبيرة و حدة لتبتر قدمه ويغشى عليه ،تصرخ سديم و تطرق بقوة على النافذة ، يحاول لامى تحطيم النافذة بكل الحيل دون جوى، اﻷلم يعتصر قلب سديم ،لم تظن أن هناك شىء يمكن أن يطعنها من داخلها ، يخترق اﻷفق متحركا نحوهم مركبة تحوم ثم تنزل بجانب كنان المبتور ،إنه خزام لقد تبع أثر لامي بعد أن ساعده على الهرب من أوس و جماعته ،تبعه حتى وجد المركبة و لكن لم يلاحظ النفق الموصل للأقبية.
تحكي له سديم ما حدث ، يحاول إخراج لامي بينما يقول: لامي أيها اﻷحمق إنها خلية ذكية واحدة من آلاف خلايا مدينة اﻷقبية .
يرى خزام وميض فيحمل كنان وسديم بعيدا.
بينما يتمدد الوميض مبتلعا هذا الجانب من مدينة اﻷقبية وفي وسطه لامي، لقد صدقت نبوءة لامي ، فقد وجد حريته في محبسه ، و كان هلاكه على يديه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق