يدخل كنان مرتديا ملابس بدو المستقبل و يخطو على قدمه الميكانيكية التي صنعها له خزام ، إنها ممتازة ، تعمل بكفاءة قدمه العضوية ، يمر كنان بجوار خزام الذي يقرأ في كتاب ، يذكره المشهد بلامي فتذكر الحلم الذي يستمر في مراودته منذ الحادثة ، في الحلم يعطيه لامي أمانة من على منبر ، كان المشهد غريبا فلم ير كنان منبرا من قبل ،كما أن الحاضرين ليسوا من سكان اﻷقبية ، كانت الشمس تتخلل المكان و آشعتها تتسلل من العيون للقلوب ، هذا المشهد الذي من شأنه ان يجلب السكينة كان له أثرا مغايرا على كنان ، لقد كان محفزا محركا ، كلما استيقظ من حلمه كان يشعر بدافع يدفعه لإيجاد اﻷمانة التي أعطاها له لامي ، استمر كنان في السبر وسط أفكاره حتى وصل للجهاز المتصل بالوحدة التي وجدها لامي بغرفة السائل اللاودي ، شغلها و شرع في طلب المعلومات ، استخدم لامي الذي لا يعرف القراءة اﻷوامر الصوتية و طلب إلغاء المخرجات المكتوبة ، لقد استمر في التردد عليها في اﻷيام السابقة و كانت كلماته المفتاحية هي"الشعائر الدينية " ، لقد عرف الكثير لكنه لم يفهم شيئا بعد - فالفهم هو علم النسبة إلى النفس و يصعب نسبة تلك الكلمات لنفس كنان - فاﻹيمان و اليقين لا هما مشاعر أو معارف بالنسبة لكنان ، فلم يعرف قط كيف يشعر بالإيمان أو يحس باليقين ، كما أن عقله يقصر عن الوصول لهما ، لقد تحول عقله لركام بعدما حدث مؤخراً ، الآن الشيء الوحيد الذي يعرفه هو اﻷلم و الشخص الوحيد الذي يثق به هو لامي ، أما وقد رحل لامي لم يتبق له سوى اﻷلم ، لم تدم تأملاته الساذجة طويلاً فقد دخلت ديم التي شغلت تفكيره فور دخولها ، استقبلها خزام بشوشا في حين كان القلق يملأ قسمات وجهها وجهت حديثها لخزام قائلة : لقد تحرك الغرباء ، إنهم يسمحون الركام و يبيدون اﻷطلال ، يقضون على كل ما بقايا حضارتنا .
خزام : أعتقد أن مواجهتهم أصبحت مفروضة عليكم اﻵن .
ديم : علينا ؟ أنت من تسببت بكل هذا ، لقد كان أبي على حق .
خزام : لا يمكنني مخالفتك ،أنا السبب فلولاي لما عرفتم أن الغرباء يمكن مواجهتهم ، لولاي لما اضررتم للتوقف عن العمل كقمامين نتسول حياتنا من بقايا الماضي ، ألا تعلمون أن المخازن نستهلكها منذ عقود ستفرغ ؟ ألم يأن اﻷوان لننشأ مدينتنا بدلاً من الاقتيات من بقايا حضارة أنهاها الغرباء من دهور ، على كل يمكنكم الاستمرار في التراجع ، ربما تطلبون من الغرباء غرفة في الأقبية لكن لا أظن أن سكان اﻷقبية سيرضون بجواركم بعدما ظللتم تحقروهم .
نظرت ديم إليه نظرة غضب و أمل ثم قالت : لقد ظننت أنك قد تساندنا ، لكن لابد أنني مخطأة . ثم تحركت نحو الخارج إلى أن أوقفها صوت غير الذي تنتظره ، قال كنان : انتظري لابد أن أشكرك على معالجتي ، لقد أنقذت حياتي .
قالت ديم و قد تغيرت تعابير وجهها نحو الانفراج : لا داع لذلك ، تبدو قدمك الميكانيكية جيدة.
كنان : أود أن أساعدكم . نظر خزام إليه شزرا و قال له : وكيف ستفعل ذلك ؟
كنان : ليس لدي فكرة ، كل ما أعرفه أن لامي لا ينتظر الفرص السانحة ، و لا يعد الخطط الجيدة ، إنه يتحرك كانهيار جرف لا يتوقف إلا مدفونا في باطن الأرض ، لذا لن أنتظر بعد الآن لقد آن الأوان للتحرك.
رد خزام - الذي عرف لما شعر بالتهديد من كنان ، إن لامي و كنان ليسا متشابهين في بصمة العين فقط - : أنا لدى خطة قد لا تفيدنا لكنها لن تقتلنا.
خزام : أعتقد أن مواجهتهم أصبحت مفروضة عليكم اﻵن .
ديم : علينا ؟ أنت من تسببت بكل هذا ، لقد كان أبي على حق .
خزام : لا يمكنني مخالفتك ،أنا السبب فلولاي لما عرفتم أن الغرباء يمكن مواجهتهم ، لولاي لما اضررتم للتوقف عن العمل كقمامين نتسول حياتنا من بقايا الماضي ، ألا تعلمون أن المخازن نستهلكها منذ عقود ستفرغ ؟ ألم يأن اﻷوان لننشأ مدينتنا بدلاً من الاقتيات من بقايا حضارة أنهاها الغرباء من دهور ، على كل يمكنكم الاستمرار في التراجع ، ربما تطلبون من الغرباء غرفة في الأقبية لكن لا أظن أن سكان اﻷقبية سيرضون بجواركم بعدما ظللتم تحقروهم .
نظرت ديم إليه نظرة غضب و أمل ثم قالت : لقد ظننت أنك قد تساندنا ، لكن لابد أنني مخطأة . ثم تحركت نحو الخارج إلى أن أوقفها صوت غير الذي تنتظره ، قال كنان : انتظري لابد أن أشكرك على معالجتي ، لقد أنقذت حياتي .
قالت ديم و قد تغيرت تعابير وجهها نحو الانفراج : لا داع لذلك ، تبدو قدمك الميكانيكية جيدة.
كنان : أود أن أساعدكم . نظر خزام إليه شزرا و قال له : وكيف ستفعل ذلك ؟
كنان : ليس لدي فكرة ، كل ما أعرفه أن لامي لا ينتظر الفرص السانحة ، و لا يعد الخطط الجيدة ، إنه يتحرك كانهيار جرف لا يتوقف إلا مدفونا في باطن الأرض ، لذا لن أنتظر بعد الآن لقد آن الأوان للتحرك.
رد خزام - الذي عرف لما شعر بالتهديد من كنان ، إن لامي و كنان ليسا متشابهين في بصمة العين فقط - : أنا لدى خطة قد لا تفيدنا لكنها لن تقتلنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق