ظل الشعور باللذة الذي صادفه ﻻمي بالخارج ملازما له ،ﻻبد أن يعود هناك مرة أخرى ، رجع ﻻمي ﻻوراق الكيمياء ﻻبد أن نظير النتروجين غير مشع وإﻻ تحلل من الواضح ان عدد النيترونات أكبر في النظير الذي استحدثه الغرباء كما أن له نفس خصائص النتروجين العادى لكن تأيينه قد يكون أفضل حتى ﻻ ينشئ روابط مع عناصر أخرى فى الرئة فهو نظير نشط ،من الممكن صناعة جهاز يؤين الهواء هو فقط بحاجة لقمع ،مدخرة طاقة، ﻻصق ذكي( المسمى أبو بريص بلمسه يلتصق بالسطح بقوة غراء خيالية وبلمسة يمر على السطح كالحرير) وضع في المدخرة قضيب معدني أخذه من رفش ألصقها بالقمع وأخذ بضعة مدخرات أخرى من التي توضع تحت اﻷنابيب وتسلل إلى الخارج.
استمرت رحلات ﻻمي إلى الخارج لكنه لم يجرؤ أن يتوغل بعيدا أو لم يرغب في ذلك، كان يجلس متأملا السحب والسماء والشمس والنجوم،و يسرع إلى النفق إذا اشتدت الرياح أو شعر بقطرات مطر أو ندى.
هروب من الجاذبية
يفيق ﻻمي على رائحة الحريق،يسمع صوت خلفه يقول:لقد بدأت باستعادة وعيك لكن لن تستعيد السيطرة على جسدك بشكل كبير إلا بعد ساعة، حسنا ﻻمي أنت تشك، هذا طبيعي إذ ينقصك تعلم اﻹيمان بقدرات الغرباء،فأنت تترك الطيب، و ﻻ تنام على موجات محاكاة الحواس، حتى الهولوجرام ﻻ تتابعه بالتزام،لذا دعني أريك ، دعني أثبت لك.
ينتزع الغريب الغريب جزء من بشرة ﻻمي قليلة القشور (لسكان اﻷقبية بشرة كثيرة القشور) ،يتألم ﻻمي بشدة، يتابع الغريب كلامه:انظر إلى جسدك كيف يتفاعل مع النار، لم تراها من قبل لكن اﻷمر يتعدي الرؤية سنجعلك تشعر بها .
يلقي الغريب القشرة في النار فيشعر ﻻمي بها وهي تحترق، إن دماغه المعرض لموجات محاكاة الحواس تكيف ليتعامل مع القشرة كأنها مازالت متصله بخلاياه العصبية.
الغريب:هل هذا ما تتساءل بشأنه (يستخدم طرفيه العلويين ليشير إلى تضمين الكلمة معنى آخر)؟اﻷلم؟أرجو أنت تكون إجابتي شافية لك.
يدير الغريب جسده كمن يشيح بصره، ولكن ﻻمي يتحرك بسرعة كبيرة فيصدم بكتفه قائمتي الغريب ، لقد استعاد السيطرة على جسده بسرعة،(خلافا لتوقعات الغريب) ينطلق ﻻمي مسرعا ،يحرك نظره فى اﻷرجاء بحثا عن أي مركبة ، ﻻ يرى أحد حوله المكان فارغ و ﻻ يوجد من يتبعه ،يشعر باﻷرض ترتفع أمامه كما لو كانت تطوى كجسر متحرك يرتفع ﻷعلى ،هل يعدون له مصيدة ؟
تنزلق بعض اﻷلواح التى تبدو خزفية لكن صلبة كالمعدن، إنها تشبه أرضية المكان يتجه أحد اﻷلواح نحوه ويصدمه ،ينزلق إلى أسفل ، تخرج من اﻷرضية خلفه عدة اسطونات تخرج غاز و صواعق كهربية يتمسك ﻻمي باللوح الذي يدفعه نحو الشرارة ويحركه ليصطدم بمنتصف اﻹسطوانة و يضع يده خلف فتحة اﻻسطوانة التي تصدر الشرارات، يتمسك بما في داخلها فينزعه بقوة ،لقد علم أنها مدخرة فقد انتزع الكثير مثلها من قبل يضعها على اللوح و يمد اثنين من أليافها على جانبي اللوح فيحلق مرتفعا ،ﻻبد ان اﻷرضيات تنتج مجال كهرومغناطيسي يرتفع اللوح بضعة سنتيمترات ويستخدم يده كراكب أمواج يصعد نحو أعلى الموجة وقد تحولت زاوية التقاء اﻷرضية التي ترتفع بالحائط إلى منحنى يميل إلى اﻻعتدال ، غير أن الأرضية تمتد لتلتقي بالحائط ، يرى فتحه في الحائط كنافذة صغيرة ، يحرك اللوح نحوها ويندفع من خلالها ليهوي إلى أسفل.
يسقط ﻻمي إلى أسفل نحو هوة عميقة ، المدخرة التي ألصق أليافها باللوح بواسطة لصق أبو بريص التصقت بثيابه وجسده فقد فعل بعض الاصق خطأ( يفعل اللاصق بلمس جزء منه ، ﻻحظ ﻻمي هذا فأمسك ألياف المدخرة وأرجحها مع اللوح ناحية جدار الهوة الذي بدا هشا كفاية ليعلق به اللوح (يخرج من الجدار نتوءات تومض وتتحرك في مختلف الاتجاهات) أرجح ﻻمي اللوح ووجهه نحو الجدار..لكنه أخطأه، دار اللوح بلامي ليسقط في حركة دورانية للأسفل (يشبه أحد القافزين للغطس في اﻷلعاب اﻷولمبية ولكن مع اللوح ) يشد اللوح إليه ويجعله مقابل لركبتيه و يميل بجسده للأمام فيصير اللوح تحته ،ويستعد للارتطام،تزداد مع اقترابه من القاع حركة الهواء ، تدفعه الرياح التي تنبثق من أسفل بعيدا عن اللوح، بلمسه للاصق أبو بريص يحرر نفسه من المدخرة التي مازالت ملتصقه بجسده ، يطير ﻻمي إلى الخلف ، ثم ينخفض ضغط الهواء ليسقط ﻻمي على مادة رغوية .
لقد نجا سقط على مادة رغوية لها كثافة عالية امتصت المادة الصدمة ، تتحلل الرغوة من القوام اﻹسفنجي إلى بخار، ﻻبد أن تيار الهواء والرغوة إجراءات لحماية اﻷشياء الموجودة بتلك الغرفة ، لعل بصره لم يخدعه حين رأى الجدار يتحرك بعيدا عن اللوح الذي ألقاه ﻻمي نحوه آملا أن يشكل مرساة ،لابد أن بالغرفة اجراءات حماية عدة تحفظها من التلف أو التخريب.
السائل اللاودي
أسفل الهوة الجو شديد البرودة ، تتحرك سوائل مضيئة بأطياف مختلفة في الهواء حركة حرة كما لو كانت محمولة داخل قنوات ، محاطة بأنابيب شفافة تطفو السوائل في قنوات من الهواء وتتحرك فى أفلاك منظمة ، حتى إنه بعيدا عن مكان ﻻمي هناك قنوات تتحرك فى الهواء غير محاطة بأنابيب، يبحث ﻻمي عن مدخرات إنها اﻷداة الوحيدة التي يجيد استعمالها ،ﻻ يوجد شئ يتحرك باﻷسفل ،تحرك ﻻمي ناحية القنوات غير المحاطة باﻷنابيب ،لكن كلما اقترب منها تنمو أنابيب حولها ، ﻻبد إنها آلية حماية، تتلاقى القنوات وتتعقد تغصناتها أكثر فأكثر، وهناك حيث يتحد أكبر عدد من القنوات يرى ﻻمي وحدات صلبة، قد يكون هذا السراب هو حبل النجاة للامي أو قل مدخرة النجاة، يسرع نحوها ، الوحدات الصلبة ﻻتشبه المدخرات، إنها أصغر و أقل سماكة و تبدو مصمته ،الجو يزداد برودة و يشعر ﻻمي بصعوبة فى التنفس لعل مستوى اﻷكسجين قليل هنا ،يحدث نفسه : ما هذا، إن اﻷنابيب تنمو لتحيط بالتعقدات ستحيط بي ينتزع إحدى الوحدات الصلبة ويجري بعيدا عن تجمع القنوات.
ابتعد ﻻمي عن اﻷنابيب التي تحيط بقنوات السائل، وبدأ يبحث عن مخرج اتجه نحو الجدار، الجدار مغطى بنتوءات مضيئة تتحرك إيابا وذهابا ، يبدو الجدار واحة حية تمتلئ بكائنات رقمية ، خطرت للامي فكرة، مادام الجدار تحرك بعيدا عن اللوح الذي حاول ﻻمي استخدامه كمرساة فمن الممكن أن يفتح ﻻمي كوة في الجدار،يبحث لامي عن اللوح وما إن يجده حتى يباشر المحاولة التي تنجح و تنفتح كوة وسط الجدار السميك.
يترك لامي اللوح وسطه حتي يضمن أن تظل مفتوحة بعد أن ينتزع المدخرة التي لم تعد تحوي كثير من الطاقة ،يعبر لامي إلى بهو أرضيته منحدرة ينزلق لامي عليها ليصل للجهة اﻷخرى من البهو وقبل أن يصدم لامي الجدار يرتفع مفتوحا ليسقط لامي فيما يشبه مكان تتجمع فيه القمامة ،المكان به أنابيب مختلفة اﻷطوال واﻷحجام لكنها ليست كثيرة بالنسبة لمساحته ، تغطي اﻷرضية مادة لزجة سمكها عدة بوصات ،من الواضح إنها مكان تجميع المخلفات التى تنضح من غرفة السائل الاودي لذا يتسرب باستمرار سائل يتبخر أغلبه بمجرد أن يلمس جدران الغرفة الملساء ثم ينزل ليختلط بالمادة اللزجة.
اﻹضاءة جيدة لكنها غريبة كما لو أنها تختلط بضوء الشمس ،نعم هناك أسفل الجدار كوة صغيرة يتسرب نور الشمس من خلالها ، تلك هي المخرج ، لكن كيف سيفتحها .
يحضر لامي أنبوب قصير ويملأه بالماددة اللزجة ،يفعل المدخرة ويضعها في الأنبوب ويحكم إلصلقه بالنافذة بواسطة لاصق أبو بريص ،يسمع صوت تشقق فيتحرك للوراء،ينفجر اﻷنبوب ويترك ثقبا في النافذة ،ثقب صغير لن يسع لامي،تتغير اﻹضاءة في المكان و تنزل نافذة أخرى من فوق النافذة المحطمة، لكنها تتوقف إلى أن تزال النافذة المحطمة، هذه فرصته للخروج يتحرك سريعا بينما تزال النافذة المحطمة آليا ،لقد أصبح في الخارج .
يتسلق نزولا من على سطح المبنى ويبتعد عن مدينة الفئران.
كم هى هائلة مدينة الفئران إذا غربت الشمس خلفها أظلمت السماء.بينما يخفت ضوء النهار يبحث لامي عن مأوى، يعرف أن الجو سيكون باردا ، يتجه نحو أهل اﻷطلال ،يتسلل إلى الداخل ببطء ،يجد أشكال غريبة من اﻷسرة و المقاعد ،لم يبتعد عن مدينة الفئران هكذا من قبل ، ربما يجد هنا ما قد يستخدمه فالمكان مليء بالوحدات اﻹلكترونية القديمة ،أغلبها محطم ،يتناول وحدة بها مخرج يشبه طرف الوحدة الصلبة التي أخذها من غرفة السائل الاودي لقد أوشك أن ينسى أمرها ،يحاول دمجهما معا لا لن يتناسبان، يخرج ضوء من الجهاز القديم يمسح الوحدة الصلبة ثم يعدل المخرج ليناسبها، يتعجب لامي من كفاءة الجهاز و يضعه على مقعد فيخرج الجهاز صورة هولوجرافية.
وضع لامي الجهاز على مقعد ليخرج منه صورة هولوجرافية بها عدة رموز رقمية ، و طلاسم ، يحدث لامي نفسه :لا فائدة منه.
تخرج صورة فرعية مكتوبة باﻹنجليزية (التي يعرف عنها لامي القليل) تحويل من لغةc++ الى لغة التجميع ،لا يفهم لامي شيء ولكنه يلمس موافق فتتمدد الصورة بحجم الغرفة وتظهر نافذة صغيرة لاختيار اللغة ،بعدما يحول المحتوى للعربية يصدم لامي كثيرا ،انها معلومات تاريخية حتى لامي لم يكن ليصدقها لو قرأها في إحدى اﻷوراق،إليكم موجزا لما ظل لامي يتصفحه ليومين متتالين.
"منذ أعوام كثيرة استخدمت الحكومة الذكاء الصناعي في برنامج للسيطرة على بيئة العمل ،بالطبع اعترض الكثيرون لكن صوت السلطة كان السائد،اثبت البرنامج نجاحه فزادت اﻻنتاجية ومعدل الاستثمار و التوظيف ، تمكن البرنامج من توفير بيئة عمل هادئة و طيعة دون جهد بشري في إدارتها ،حلم لرأس المال و إثبات لصواب الحكومة، لكن لكل شيء عيوبه فقد رافق زيادة اﻹنتاج و جودة المنتج ضعف في اﻹبداع، لم يكن شأنا كبيرا فقضاء البرنامج-الحكومة على البطالة كان اﻹبداع اﻷقصى.
دخل البرنامج المؤسسات المالية و التعليمية ، و أصبح مسيطرا على كافة مستويات اﻹدارة .
"غير أن ثمة تحدي عرض لذلك السيد الجديد فقد ظهر صدق احتمالية طالما راهن عليها الكثيرون ليس سكان الأرض المسيطرين الوحيدين على الكون أما وقد أعدوا عدتهم وخلقوا مسخهم آن الأوان لتسليمه القيادة كيف سيتعامل مسخ فرانكنشتين مع الوافد الجديد الذي مكنه ذكاؤه من الوصول الينا أولا ـ لقد كان له السبق فهل يكون لنا النجاة ـ لقد عاش البشر ونمت عقولهم في عالم تسيطر عليه عيونهم و لما كان منهم أصحاب بعض العقول الفذة التي أبصرت ما تعمى عنه الأبصار بمعادلات و حسابات كان لابد لوارث رقمي يرى ما لا نراه يرى الاحتمالات التي تتعدى قوانين عقولنا ، كان الوارث الكمي صنعة البشر وسيدهم الجديد والمدافع ضد غرباء أتوا من بعيد ليزيدوا من شعورهم بعدم السيطرة .
لقد اعتدنا الظن بأن وعينا يحوي العالم ، الآن و قد تبين لنا أن وعينا لا يسيطر حتى على نتاجنا نشعر كقطيع من الحيوانات المفترسة التي حصرت وهي تصاد و تقلب أعناقها تتلمس النجاة دون جدوى؛ لقد انهار البناء الجمعي لعقلنا و رضينا بأن نكون عبيدا بعدما ظننا أننا آلهة".
بتلك الكلمات انتهى نص في يصف الوضع كتبه أحدهم بدا الأمر كرثاء لكن القصة مازالت في بدايتها، هل بذلك قتل المسخ صانعه ؟تسائل لامي هل تلك الحكومة (حكومة فرانكنشتاين) ،مازالت موجودة؟
أكمل لامي المشاهدة
كانت أنباء الغزو تملأ اﻷجواء كما ملأ الغزاة الجو بنظير لغاز النتروجين الذي لم يعلم بعد تأثيره على الكائنات الحية و ما إذا كان ممكن تنفسه دون تأثيرات قاتله،كان الحل في بناء اﻷقبية كملاجئ ،وفر البرنامج مقومات الحياة،لم يعكر السلام داخل اﻷقبية سوى البطالة والحبس .
وضع البرنامج خطة للاستقرار ،لقد أبدع الذكاء الاصطناعي حقا تلك المرة، ثبط المحفزات وخفف الدوافع عن طريق تعديل كيمياء الجسد ،اصبح الغذاء و الهواء معبئا بعقاقير التثبيط ،إضافة إلى البرمجة العقلية بواسطة أجهزة تحفيز الحواس.
تم تخفيف الدوافع في اﻷجيال المتتالية تدريجيا حتى لا يتقلقل الاستقرار بصدام اﻷجيال ،أشبع البرنامج الرغبات المخففة دائما ،كلما خفت الدوافع و قلت الحوافز كان عمل البرنامج أسهل و السيطرة على اﻷفراد أسهل.
صار يتم تخصيب النساء معمليا للحفاظ على النوع بعدما عزف الأغلب عن الممارسة الجنسية ،تم تعديل المواليد جينيا لملائمة أكبر للحياة داخل اﻷقبية ،لم يفهم فكرة تزويد اﻷجنة بأذناب ما فائدتها ؟ لعلها مزحة من البرنامج.
بعدما أصبحت السيطرة على سكان اﻷقبية قليلي الدوافع،اعتمد البرنامج سياسة عزل اﻷفراد الذين يظهرون تميز من حيث الحافزية أو الاستجابة لآليات البرنامج ،كان يتم تصعيدهم فوق، كان المبرر انتخاب اﻷفراد المميزين لإيجاد حلول وتنشئة جيل جيد يواجه اﻷزمة.
قل عدد الصاعدين فوق وزادت وظيفة البرنامج سهولة ،لكن لكل وضع سلبياته كان البرنامج يزداد رتابة، بدا أنه يخمل هو اﻵخر ، صار البرنامج يتبع صيغ ثابتة، و يجتر برامج أولية تشبه التي سبقت ابتكاره.
لقد ارتاح الجميع لترك مهمة مواجهة الغزو ﻷفضل أجهزة الدولة والذي أصبح اسمه برنامج مواجهة الغرباء .
يتوقف لامي عند ملفات مواجهة الغزاة يحاول فتحها لكن يخرج اشعار يفيد عدم قدرة المشغل على التعرف على لغة اﻵلة.
استطاع المشغل إظهار ملف من كلمة واحدة (محو اﻷنماط ).
بينما يتابع لامي اكتشاف الماضي يسمع صوت بالخارج،إنهم الغرباء-الحراس ،يجب أن يهرب، يجري بخطوات رشيقة يجد سلم ،ينزل نحو اﻷسفل إنه مرأب واسع ،لا مكان للاختباء ،ثمة غرف في الناحية اﻷخرى تحت لافتة مكتوب عليها مخازن، يجري نحوها لكنها مغلقة ، وثمة شاشة تبدو كقفل الكتروني ،فى حركة رعناء يمسك قضيب من اﻷرض ويحطمها ..تخرج بعض السلوك ،أحدها موصل بناقل بيانات،يوصله لامي بالجهاز الذي معه،الجهاز مازال موصلا بالوحدة الصلبة التي أخذها من غرفة السائل اللاودي ، تظهر نافذة تطالبه برقم التعريف وبصمة العين بينما تظهر نافذة أخرى مكتوب عليها مسح الأرشيف ، لابد أن الوحدة الصلبة بها أرشيف للأشخاص الذين كانوا هنا.
يفتح الباب يتحرك لامي للداخل ولكنه يعود سريعا ويحطم بعض اﻷقفال اﻹلكترونية اﻷخرى ،يضغط على عدة أزرار ليغلق الباب ،تنجح محاولاته أخيرا.ينتظر طويلا ،من الواضح أن الغرباء-الحراس لم يدخلوا المبنى يتجول في المخزن ليجد رف مكتوب عليه مدخرات نانونية.
محو الأنماط
لابد أنه مهووس بالمدخرات يجمع الكثير منها في حقيبة باﻹضافة إلى بعض العلب مكتوب عليها لاصق خارق وبعض المسامير،ويخرج باحثا عن غذاء لن يكون ذلك مستحيلا فقد وجد ماء و طعام من قبل خارج اﻷقبية ، كان ينقي الماء باﻵشعة و الكربون (الكربون متوفر في حمامات اﻷقبية و مصابيح اﻷقبية يمكن تعديلها لتعطي أطوال موجية مختلفة؛ لذا استطاع التعرف على ما وجده هناك ) أما الطعام فثمة نبات له زهرة صفراء كان يمتص رحيقها (نبات السمو ) وشجرة كان يأكل براعمها الطلح
وجد لامي بعد مسيرة طويلة شجرة الطلح ، لكن أجفله ما رآه بجوارها شبح لشخص يمكن وصفه هكذا:
"رأسه مغطى بنسيج أحمر كثيف ،يمتد خارج من النسيج نسيج أبيض رقيق يغطي وجهه ، بينما تطوق جبهته مادة سوداء سمكية كالمطاط يبرز منها شاشتان صغيرتان ،يستخدم اﻷولى كماسح هولوجرامي موجه نحو الشجرة، أما الثوب الرمادي فأكمامه مثلثة، مسدل حتى الركبتين ،فاتح اللون ،مربوط الى الخصر بحزام سميك معلق به أدوات مختلفة ، فى وسط الحزام قطعة معدنية معقدة التركيب .
تحت الثوب بنطال من قسمين :اﻷسفل من الركبة إلى الكاحل باللون اﻷسود ومن مادة جلدية سميك ،والنصف اﻷعلى من البنطال أكثر اتساعا بلون رمادي متصل بالحزام ،فوق تلك الملابس عباءة بلون أحمر باهت من نسيج متماسك تبدو كأنها تجمع أجزاء الثوب الغريبة سويا .
يحرك الشبح رأسه ناحية لامى-لا ليس مرة أخرى-يمد يده نحو الحزام و يصوب نحو لامي فيخر صريعا.
في مشهد ديجافووي(مكرر )يفيق لامي مقيدا ،لكن إلى سرير غير مريح ، تقع عيناه على مشهد لأشخاص لم يخبرهم من قبل كآلهة الغرباء كما تخيلهم وجوه ملساء على جانبيها شعر كثيف، يقول أحدهم الذي كان ذا عينين غائرتين لم ير لامي أحد تقبع نافذة روحه في مقع أبعد من هذا ـ اذا استثنينا الغرباءـ تلك العيون الفاحصة تخترق روحك وتسبر أغوارك كان طويلا أو هكذا بدا للامي : إذن عزيزي "أيهم" هذا هو شكل كائنات اﻷقبية.
"أيهم"الذي بدا صلبا للغاية ، صدره شديد الاتساع يده ضخمة و أصابعه غليظة لكنها ملساء ليس أطولهم لكنه بلا شك أشدهم بأسا ، يفرز بعض بطاريات النانو و يضع بعضها داخل ما يشبه المقابض يرد: نعم كائنات مقززة تشبه الفئران ،أمعن النظر إليها "خزام" لعلك توقف ترهاتك عن كونهم يستحقون اﻹنقاذ ،لقد ركنوا إلي الغرباء وعبدوهم.
خزام: إنه هارب منهم، لعله يستحق اﻹشادة ، فبعد تسميمهم لدماغه ،وتغييرهم لخلقته ،استطاع الهرب.
يتكلم شخص آخر بينما يحاول تهيئة الوحدة الصلبة التي كانت مع لامي ليدخلها أحد اﻹجهزة،يقول: و لما يهرب ويترك حياة الدعة والرغد ،إنهم لا يتكلفون مشقة ولا يشعرون بألم ،ربما طردوه .قال ذلك بعدما نجح في تنشيط الوحدة لكن لم يستطيع فتح ملفاتها لوجود رقم تعريفي وبصمة عين ، يقول بعدم اهتمام:لا فائدة منها.
ثم يدخل أحدهم ويقول احملوه إلى "أوس".
يحمل لامي إلى "أوس" الذى يتوسط الحجرة على مكتب معدني فوق منضدته قفازان معدنيان كبيران يخرج من برامجهما فوهات صغيرة ،يبدو أنه يصلح أحدهما ثم يرتديه فتدخل الفوهات ويتحرك المعدن في القفاز حركة آلية لتتغير ويصبح أصغر و يخرج من معصمه مدفع صغير،يوضع لامي أمام "أوس" الذي ينظر للآخرين في حين يوجه كلامه للامي :لا أعلم إن كنت ستفهم كلماتي ،لقد خبرت أمثالك من قبل ،تتكلمون بلسان قريب من لساننا .
ثم يمسك الحقيبة التي كانت مع لامي ويتابع:أراك تجمع أدواتنا،ما حاجتك بها ،ألا يكفيك الغرباء حاجتك، ألم تركنوا إليهم لتنعموا بالراحة وخلفتم الدمار وراءكم، لم تسرقون من مخازننا؟
تتابعت كلمات أوس دون أن يجرؤ أحد على مقاطعتها ، لم يكن "أوس" ينظر إلى لامي لم يهتم أحد به كانت كلمات "أوس" خطبة، لم يكن في الأمر استجواب ، لكن لامي الذي واجه مخاوف كثيرة الى اﻵن قادر على وقف سيل كلمات أوس، فقاطعه قائلا :لست تابعا للغرباء ،لقد واجهتهم وهربت منهم، لم آتي لسرقتكم بل للانضمام إليكم ،لدي بعض المهارات التي قد تفيدكم ، ومعلومات قد تنفعكم.
كان رد لامي مدهشا للجميع لم يكن لفحوى كلماته أثر كبير بل مجرد خروجها منه كان صادما،نظروا مشدوهين كأن الكلمات خرجت من حجر.
تكلم "خزام" الذي بدا كشخص تواق للاهتمام شخص يظن أن لديه حقا ما يقوله :لقد واجه ذلك الكائن الضعيف الغرباء دون خوف، إنه يؤمن أنه يستطيع قهرهم.
يقاطعه "أيهم": بربك خزام تتكلم عنه كأنه من أهلنا.
قرأ لامى كلمات ك"أهل" و "رب" من قبل و لكن لسماعه إياها وقعا آخر ، بدا أنه رأى ما قرأه في الكتب و واقعه و لمسه لقد بدا الموقف له كتحقيق نبوءة.
وبينما يفكر في تلك الكلمات خاطبه "جرير" و كان يبدو أسنهم أو أكثرهم فقد بدت أسئلته كأنها تسير في طريقها الى الأجوبة ، يعرف بما سيبدأ وكيف ينهيها، قال :كيف هربت من الغرباء.
حكى لامي ما حدث بينما ينظر إليه خزام بإعجاب ،ويتجاهل حديثه "أيهم" و ينظر إليه "أوس" شزرا،إلى أن أوقفه "جرير".
جرير: هل تريدنا أن نصدق أنك قادر على تدبير كل تلك الحيل؟ كيف أقنعك الغرباء بالمغامرة بنفسك؟لابد أنها موجات الدماغ ،يحسن أن تعترف بالحقيقة إذا كنت ترغب بالعودة إلى اﻷقبية .
أوس :ليس لدينا هنا عذاب حقيقي فحسب بل لدينا مستويات من العذاب.
تدخل إمرأة لم يستطع لامي أن يراها من مكانه ،تقول:أعفوا عن الكائن المسكين.
أوس:يجب أن نسلمه لحراس اﻷقبية ، و الا زحفت تلك الكائنات على مخزوننا و بددته.
خزام غاضبا :هل نعمل لدى الغرباء ؟أنسلم لهم من يعارضهم بدلا من إنقاذه؟
جرير مصعرا وجهه:لن يسئ الغرباء لجاسوسهم، وحتى إن كان هاربا فلن يلحقوا به أذى .
خزام: وهل هناك أذى أكبر مما هم فيه؟لقد قطعوا أنسالهم ،و شوهوا خلقتهم ،و حرموا عليهم ضوء الشمس و نسيم الوادي .
"أوس" بحزم:جرير و "أيهم" احملوا الكائن لبوابة اﻷقبية .
يتحرك اﻻثنان ليضعوا لامي على مركبة بأربعة محركات صغار بحجم كرة القدم ،تركب المركبة كالدراجة و لا تحمل أكثر من ثلاثة أفراد ردف بعضهم ،يوقفهم خزام ويناولهم أدوات لتفكيك وجمع الدراجة كي يطيلوا متنها ويزيدوا من عرضه لتحمل لامي المقيد معهم، تسقط من خزام بطارية نانو ،يمد لامي يده نحوها يسحبها ثم يحك يده القشرية بسريره المعدني ،يبصق على طرف البطارية ويضعها مكان اﻻحتكاك ـ الاحتكاك يسبب كهرباء استاتيكيية ـ ثم يلقي بها ناحية محركات المركبة محملة بشرارة تكبر حتى تسقط على كابل التوجيه و التغذية فيندفع المحرك حاملا المركبة للأمام ـ على الرغم من أن غرض لامي كان تفجيرها ـ التي تجر معها جرير و "أيهم" يجري خلفهم خزام ، يعتدل لامي ليجد مقبضا كان "أيهم"يوصل به بطارية نانو ليصدر بلازما ضعيفة ،يقطع لامي قيودة المعدنية بحذر ثم يركب إحدى مركباتهم الطائرة ،يهرب مرة أخرى، حقا(ديجافو ) ،لكنه لن يهيم هذه المرة فوجهته مدينة الفئران لابد أنها قدره ،" لن يتحرر لامي إلا بالعودة لسجانه".
استمرت رحلات ﻻمي إلى الخارج لكنه لم يجرؤ أن يتوغل بعيدا أو لم يرغب في ذلك، كان يجلس متأملا السحب والسماء والشمس والنجوم،و يسرع إلى النفق إذا اشتدت الرياح أو شعر بقطرات مطر أو ندى.
هروب من الجاذبية
يفيق ﻻمي على رائحة الحريق،يسمع صوت خلفه يقول:لقد بدأت باستعادة وعيك لكن لن تستعيد السيطرة على جسدك بشكل كبير إلا بعد ساعة، حسنا ﻻمي أنت تشك، هذا طبيعي إذ ينقصك تعلم اﻹيمان بقدرات الغرباء،فأنت تترك الطيب، و ﻻ تنام على موجات محاكاة الحواس، حتى الهولوجرام ﻻ تتابعه بالتزام،لذا دعني أريك ، دعني أثبت لك.
ينتزع الغريب الغريب جزء من بشرة ﻻمي قليلة القشور (لسكان اﻷقبية بشرة كثيرة القشور) ،يتألم ﻻمي بشدة، يتابع الغريب كلامه:انظر إلى جسدك كيف يتفاعل مع النار، لم تراها من قبل لكن اﻷمر يتعدي الرؤية سنجعلك تشعر بها .
يلقي الغريب القشرة في النار فيشعر ﻻمي بها وهي تحترق، إن دماغه المعرض لموجات محاكاة الحواس تكيف ليتعامل مع القشرة كأنها مازالت متصله بخلاياه العصبية.
الغريب:هل هذا ما تتساءل بشأنه (يستخدم طرفيه العلويين ليشير إلى تضمين الكلمة معنى آخر)؟اﻷلم؟أرجو أنت تكون إجابتي شافية لك.
يدير الغريب جسده كمن يشيح بصره، ولكن ﻻمي يتحرك بسرعة كبيرة فيصدم بكتفه قائمتي الغريب ، لقد استعاد السيطرة على جسده بسرعة،(خلافا لتوقعات الغريب) ينطلق ﻻمي مسرعا ،يحرك نظره فى اﻷرجاء بحثا عن أي مركبة ، ﻻ يرى أحد حوله المكان فارغ و ﻻ يوجد من يتبعه ،يشعر باﻷرض ترتفع أمامه كما لو كانت تطوى كجسر متحرك يرتفع ﻷعلى ،هل يعدون له مصيدة ؟
تنزلق بعض اﻷلواح التى تبدو خزفية لكن صلبة كالمعدن، إنها تشبه أرضية المكان يتجه أحد اﻷلواح نحوه ويصدمه ،ينزلق إلى أسفل ، تخرج من اﻷرضية خلفه عدة اسطونات تخرج غاز و صواعق كهربية يتمسك ﻻمي باللوح الذي يدفعه نحو الشرارة ويحركه ليصطدم بمنتصف اﻹسطوانة و يضع يده خلف فتحة اﻻسطوانة التي تصدر الشرارات، يتمسك بما في داخلها فينزعه بقوة ،لقد علم أنها مدخرة فقد انتزع الكثير مثلها من قبل يضعها على اللوح و يمد اثنين من أليافها على جانبي اللوح فيحلق مرتفعا ،ﻻبد ان اﻷرضيات تنتج مجال كهرومغناطيسي يرتفع اللوح بضعة سنتيمترات ويستخدم يده كراكب أمواج يصعد نحو أعلى الموجة وقد تحولت زاوية التقاء اﻷرضية التي ترتفع بالحائط إلى منحنى يميل إلى اﻻعتدال ، غير أن الأرضية تمتد لتلتقي بالحائط ، يرى فتحه في الحائط كنافذة صغيرة ، يحرك اللوح نحوها ويندفع من خلالها ليهوي إلى أسفل.
يسقط ﻻمي إلى أسفل نحو هوة عميقة ، المدخرة التي ألصق أليافها باللوح بواسطة لصق أبو بريص التصقت بثيابه وجسده فقد فعل بعض الاصق خطأ( يفعل اللاصق بلمس جزء منه ، ﻻحظ ﻻمي هذا فأمسك ألياف المدخرة وأرجحها مع اللوح ناحية جدار الهوة الذي بدا هشا كفاية ليعلق به اللوح (يخرج من الجدار نتوءات تومض وتتحرك في مختلف الاتجاهات) أرجح ﻻمي اللوح ووجهه نحو الجدار..لكنه أخطأه، دار اللوح بلامي ليسقط في حركة دورانية للأسفل (يشبه أحد القافزين للغطس في اﻷلعاب اﻷولمبية ولكن مع اللوح ) يشد اللوح إليه ويجعله مقابل لركبتيه و يميل بجسده للأمام فيصير اللوح تحته ،ويستعد للارتطام،تزداد مع اقترابه من القاع حركة الهواء ، تدفعه الرياح التي تنبثق من أسفل بعيدا عن اللوح، بلمسه للاصق أبو بريص يحرر نفسه من المدخرة التي مازالت ملتصقه بجسده ، يطير ﻻمي إلى الخلف ، ثم ينخفض ضغط الهواء ليسقط ﻻمي على مادة رغوية .
لقد نجا سقط على مادة رغوية لها كثافة عالية امتصت المادة الصدمة ، تتحلل الرغوة من القوام اﻹسفنجي إلى بخار، ﻻبد أن تيار الهواء والرغوة إجراءات لحماية اﻷشياء الموجودة بتلك الغرفة ، لعل بصره لم يخدعه حين رأى الجدار يتحرك بعيدا عن اللوح الذي ألقاه ﻻمي نحوه آملا أن يشكل مرساة ،لابد أن بالغرفة اجراءات حماية عدة تحفظها من التلف أو التخريب.
السائل اللاودي
أسفل الهوة الجو شديد البرودة ، تتحرك سوائل مضيئة بأطياف مختلفة في الهواء حركة حرة كما لو كانت محمولة داخل قنوات ، محاطة بأنابيب شفافة تطفو السوائل في قنوات من الهواء وتتحرك فى أفلاك منظمة ، حتى إنه بعيدا عن مكان ﻻمي هناك قنوات تتحرك فى الهواء غير محاطة بأنابيب، يبحث ﻻمي عن مدخرات إنها اﻷداة الوحيدة التي يجيد استعمالها ،ﻻ يوجد شئ يتحرك باﻷسفل ،تحرك ﻻمي ناحية القنوات غير المحاطة باﻷنابيب ،لكن كلما اقترب منها تنمو أنابيب حولها ، ﻻبد إنها آلية حماية، تتلاقى القنوات وتتعقد تغصناتها أكثر فأكثر، وهناك حيث يتحد أكبر عدد من القنوات يرى ﻻمي وحدات صلبة، قد يكون هذا السراب هو حبل النجاة للامي أو قل مدخرة النجاة، يسرع نحوها ، الوحدات الصلبة ﻻتشبه المدخرات، إنها أصغر و أقل سماكة و تبدو مصمته ،الجو يزداد برودة و يشعر ﻻمي بصعوبة فى التنفس لعل مستوى اﻷكسجين قليل هنا ،يحدث نفسه : ما هذا، إن اﻷنابيب تنمو لتحيط بالتعقدات ستحيط بي ينتزع إحدى الوحدات الصلبة ويجري بعيدا عن تجمع القنوات.
ابتعد ﻻمي عن اﻷنابيب التي تحيط بقنوات السائل، وبدأ يبحث عن مخرج اتجه نحو الجدار، الجدار مغطى بنتوءات مضيئة تتحرك إيابا وذهابا ، يبدو الجدار واحة حية تمتلئ بكائنات رقمية ، خطرت للامي فكرة، مادام الجدار تحرك بعيدا عن اللوح الذي حاول ﻻمي استخدامه كمرساة فمن الممكن أن يفتح ﻻمي كوة في الجدار،يبحث لامي عن اللوح وما إن يجده حتى يباشر المحاولة التي تنجح و تنفتح كوة وسط الجدار السميك.
يترك لامي اللوح وسطه حتي يضمن أن تظل مفتوحة بعد أن ينتزع المدخرة التي لم تعد تحوي كثير من الطاقة ،يعبر لامي إلى بهو أرضيته منحدرة ينزلق لامي عليها ليصل للجهة اﻷخرى من البهو وقبل أن يصدم لامي الجدار يرتفع مفتوحا ليسقط لامي فيما يشبه مكان تتجمع فيه القمامة ،المكان به أنابيب مختلفة اﻷطوال واﻷحجام لكنها ليست كثيرة بالنسبة لمساحته ، تغطي اﻷرضية مادة لزجة سمكها عدة بوصات ،من الواضح إنها مكان تجميع المخلفات التى تنضح من غرفة السائل الاودي لذا يتسرب باستمرار سائل يتبخر أغلبه بمجرد أن يلمس جدران الغرفة الملساء ثم ينزل ليختلط بالمادة اللزجة.
اﻹضاءة جيدة لكنها غريبة كما لو أنها تختلط بضوء الشمس ،نعم هناك أسفل الجدار كوة صغيرة يتسرب نور الشمس من خلالها ، تلك هي المخرج ، لكن كيف سيفتحها .
يحضر لامي أنبوب قصير ويملأه بالماددة اللزجة ،يفعل المدخرة ويضعها في الأنبوب ويحكم إلصلقه بالنافذة بواسطة لاصق أبو بريص ،يسمع صوت تشقق فيتحرك للوراء،ينفجر اﻷنبوب ويترك ثقبا في النافذة ،ثقب صغير لن يسع لامي،تتغير اﻹضاءة في المكان و تنزل نافذة أخرى من فوق النافذة المحطمة، لكنها تتوقف إلى أن تزال النافذة المحطمة، هذه فرصته للخروج يتحرك سريعا بينما تزال النافذة المحطمة آليا ،لقد أصبح في الخارج .
يتسلق نزولا من على سطح المبنى ويبتعد عن مدينة الفئران.
كم هى هائلة مدينة الفئران إذا غربت الشمس خلفها أظلمت السماء.بينما يخفت ضوء النهار يبحث لامي عن مأوى، يعرف أن الجو سيكون باردا ، يتجه نحو أهل اﻷطلال ،يتسلل إلى الداخل ببطء ،يجد أشكال غريبة من اﻷسرة و المقاعد ،لم يبتعد عن مدينة الفئران هكذا من قبل ، ربما يجد هنا ما قد يستخدمه فالمكان مليء بالوحدات اﻹلكترونية القديمة ،أغلبها محطم ،يتناول وحدة بها مخرج يشبه طرف الوحدة الصلبة التي أخذها من غرفة السائل الاودي لقد أوشك أن ينسى أمرها ،يحاول دمجهما معا لا لن يتناسبان، يخرج ضوء من الجهاز القديم يمسح الوحدة الصلبة ثم يعدل المخرج ليناسبها، يتعجب لامي من كفاءة الجهاز و يضعه على مقعد فيخرج الجهاز صورة هولوجرافية.
حكومة المسخ
وضع لامي الجهاز على مقعد ليخرج منه صورة هولوجرافية بها عدة رموز رقمية ، و طلاسم ، يحدث لامي نفسه :لا فائدة منه.
تخرج صورة فرعية مكتوبة باﻹنجليزية (التي يعرف عنها لامي القليل) تحويل من لغةc++ الى لغة التجميع ،لا يفهم لامي شيء ولكنه يلمس موافق فتتمدد الصورة بحجم الغرفة وتظهر نافذة صغيرة لاختيار اللغة ،بعدما يحول المحتوى للعربية يصدم لامي كثيرا ،انها معلومات تاريخية حتى لامي لم يكن ليصدقها لو قرأها في إحدى اﻷوراق،إليكم موجزا لما ظل لامي يتصفحه ليومين متتالين.
"منذ أعوام كثيرة استخدمت الحكومة الذكاء الصناعي في برنامج للسيطرة على بيئة العمل ،بالطبع اعترض الكثيرون لكن صوت السلطة كان السائد،اثبت البرنامج نجاحه فزادت اﻻنتاجية ومعدل الاستثمار و التوظيف ، تمكن البرنامج من توفير بيئة عمل هادئة و طيعة دون جهد بشري في إدارتها ،حلم لرأس المال و إثبات لصواب الحكومة، لكن لكل شيء عيوبه فقد رافق زيادة اﻹنتاج و جودة المنتج ضعف في اﻹبداع، لم يكن شأنا كبيرا فقضاء البرنامج-الحكومة على البطالة كان اﻹبداع اﻷقصى.
دخل البرنامج المؤسسات المالية و التعليمية ، و أصبح مسيطرا على كافة مستويات اﻹدارة .
"غير أن ثمة تحدي عرض لذلك السيد الجديد فقد ظهر صدق احتمالية طالما راهن عليها الكثيرون ليس سكان الأرض المسيطرين الوحيدين على الكون أما وقد أعدوا عدتهم وخلقوا مسخهم آن الأوان لتسليمه القيادة كيف سيتعامل مسخ فرانكنشتين مع الوافد الجديد الذي مكنه ذكاؤه من الوصول الينا أولا ـ لقد كان له السبق فهل يكون لنا النجاة ـ لقد عاش البشر ونمت عقولهم في عالم تسيطر عليه عيونهم و لما كان منهم أصحاب بعض العقول الفذة التي أبصرت ما تعمى عنه الأبصار بمعادلات و حسابات كان لابد لوارث رقمي يرى ما لا نراه يرى الاحتمالات التي تتعدى قوانين عقولنا ، كان الوارث الكمي صنعة البشر وسيدهم الجديد والمدافع ضد غرباء أتوا من بعيد ليزيدوا من شعورهم بعدم السيطرة .
لقد اعتدنا الظن بأن وعينا يحوي العالم ، الآن و قد تبين لنا أن وعينا لا يسيطر حتى على نتاجنا نشعر كقطيع من الحيوانات المفترسة التي حصرت وهي تصاد و تقلب أعناقها تتلمس النجاة دون جدوى؛ لقد انهار البناء الجمعي لعقلنا و رضينا بأن نكون عبيدا بعدما ظننا أننا آلهة".
بتلك الكلمات انتهى نص في يصف الوضع كتبه أحدهم بدا الأمر كرثاء لكن القصة مازالت في بدايتها، هل بذلك قتل المسخ صانعه ؟تسائل لامي هل تلك الحكومة (حكومة فرانكنشتاين) ،مازالت موجودة؟
أكمل لامي المشاهدة
كانت أنباء الغزو تملأ اﻷجواء كما ملأ الغزاة الجو بنظير لغاز النتروجين الذي لم يعلم بعد تأثيره على الكائنات الحية و ما إذا كان ممكن تنفسه دون تأثيرات قاتله،كان الحل في بناء اﻷقبية كملاجئ ،وفر البرنامج مقومات الحياة،لم يعكر السلام داخل اﻷقبية سوى البطالة والحبس .
وضع البرنامج خطة للاستقرار ،لقد أبدع الذكاء الاصطناعي حقا تلك المرة، ثبط المحفزات وخفف الدوافع عن طريق تعديل كيمياء الجسد ،اصبح الغذاء و الهواء معبئا بعقاقير التثبيط ،إضافة إلى البرمجة العقلية بواسطة أجهزة تحفيز الحواس.
تم تخفيف الدوافع في اﻷجيال المتتالية تدريجيا حتى لا يتقلقل الاستقرار بصدام اﻷجيال ،أشبع البرنامج الرغبات المخففة دائما ،كلما خفت الدوافع و قلت الحوافز كان عمل البرنامج أسهل و السيطرة على اﻷفراد أسهل.
صار يتم تخصيب النساء معمليا للحفاظ على النوع بعدما عزف الأغلب عن الممارسة الجنسية ،تم تعديل المواليد جينيا لملائمة أكبر للحياة داخل اﻷقبية ،لم يفهم فكرة تزويد اﻷجنة بأذناب ما فائدتها ؟ لعلها مزحة من البرنامج.
بعدما أصبحت السيطرة على سكان اﻷقبية قليلي الدوافع،اعتمد البرنامج سياسة عزل اﻷفراد الذين يظهرون تميز من حيث الحافزية أو الاستجابة لآليات البرنامج ،كان يتم تصعيدهم فوق، كان المبرر انتخاب اﻷفراد المميزين لإيجاد حلول وتنشئة جيل جيد يواجه اﻷزمة.
قل عدد الصاعدين فوق وزادت وظيفة البرنامج سهولة ،لكن لكل وضع سلبياته كان البرنامج يزداد رتابة، بدا أنه يخمل هو اﻵخر ، صار البرنامج يتبع صيغ ثابتة، و يجتر برامج أولية تشبه التي سبقت ابتكاره.
لقد ارتاح الجميع لترك مهمة مواجهة الغزو ﻷفضل أجهزة الدولة والذي أصبح اسمه برنامج مواجهة الغرباء .
يتوقف لامي عند ملفات مواجهة الغزاة يحاول فتحها لكن يخرج اشعار يفيد عدم قدرة المشغل على التعرف على لغة اﻵلة.
استطاع المشغل إظهار ملف من كلمة واحدة (محو اﻷنماط ).
بينما يتابع لامي اكتشاف الماضي يسمع صوت بالخارج،إنهم الغرباء-الحراس ،يجب أن يهرب، يجري بخطوات رشيقة يجد سلم ،ينزل نحو اﻷسفل إنه مرأب واسع ،لا مكان للاختباء ،ثمة غرف في الناحية اﻷخرى تحت لافتة مكتوب عليها مخازن، يجري نحوها لكنها مغلقة ، وثمة شاشة تبدو كقفل الكتروني ،فى حركة رعناء يمسك قضيب من اﻷرض ويحطمها ..تخرج بعض السلوك ،أحدها موصل بناقل بيانات،يوصله لامي بالجهاز الذي معه،الجهاز مازال موصلا بالوحدة الصلبة التي أخذها من غرفة السائل اللاودي ، تظهر نافذة تطالبه برقم التعريف وبصمة العين بينما تظهر نافذة أخرى مكتوب عليها مسح الأرشيف ، لابد أن الوحدة الصلبة بها أرشيف للأشخاص الذين كانوا هنا.
يفتح الباب يتحرك لامي للداخل ولكنه يعود سريعا ويحطم بعض اﻷقفال اﻹلكترونية اﻷخرى ،يضغط على عدة أزرار ليغلق الباب ،تنجح محاولاته أخيرا.ينتظر طويلا ،من الواضح أن الغرباء-الحراس لم يدخلوا المبنى يتجول في المخزن ليجد رف مكتوب عليه مدخرات نانونية.
محو الأنماط
لابد أنه مهووس بالمدخرات يجمع الكثير منها في حقيبة باﻹضافة إلى بعض العلب مكتوب عليها لاصق خارق وبعض المسامير،ويخرج باحثا عن غذاء لن يكون ذلك مستحيلا فقد وجد ماء و طعام من قبل خارج اﻷقبية ، كان ينقي الماء باﻵشعة و الكربون (الكربون متوفر في حمامات اﻷقبية و مصابيح اﻷقبية يمكن تعديلها لتعطي أطوال موجية مختلفة؛ لذا استطاع التعرف على ما وجده هناك ) أما الطعام فثمة نبات له زهرة صفراء كان يمتص رحيقها (نبات السمو ) وشجرة كان يأكل براعمها الطلح
وجد لامي بعد مسيرة طويلة شجرة الطلح ، لكن أجفله ما رآه بجوارها شبح لشخص يمكن وصفه هكذا:
"رأسه مغطى بنسيج أحمر كثيف ،يمتد خارج من النسيج نسيج أبيض رقيق يغطي وجهه ، بينما تطوق جبهته مادة سوداء سمكية كالمطاط يبرز منها شاشتان صغيرتان ،يستخدم اﻷولى كماسح هولوجرامي موجه نحو الشجرة، أما الثوب الرمادي فأكمامه مثلثة، مسدل حتى الركبتين ،فاتح اللون ،مربوط الى الخصر بحزام سميك معلق به أدوات مختلفة ، فى وسط الحزام قطعة معدنية معقدة التركيب .
تحت الثوب بنطال من قسمين :اﻷسفل من الركبة إلى الكاحل باللون اﻷسود ومن مادة جلدية سميك ،والنصف اﻷعلى من البنطال أكثر اتساعا بلون رمادي متصل بالحزام ،فوق تلك الملابس عباءة بلون أحمر باهت من نسيج متماسك تبدو كأنها تجمع أجزاء الثوب الغريبة سويا .
يحرك الشبح رأسه ناحية لامى-لا ليس مرة أخرى-يمد يده نحو الحزام و يصوب نحو لامي فيخر صريعا.
في مشهد ديجافووي(مكرر )يفيق لامي مقيدا ،لكن إلى سرير غير مريح ، تقع عيناه على مشهد لأشخاص لم يخبرهم من قبل كآلهة الغرباء كما تخيلهم وجوه ملساء على جانبيها شعر كثيف، يقول أحدهم الذي كان ذا عينين غائرتين لم ير لامي أحد تقبع نافذة روحه في مقع أبعد من هذا ـ اذا استثنينا الغرباءـ تلك العيون الفاحصة تخترق روحك وتسبر أغوارك كان طويلا أو هكذا بدا للامي : إذن عزيزي "أيهم" هذا هو شكل كائنات اﻷقبية.
"أيهم"الذي بدا صلبا للغاية ، صدره شديد الاتساع يده ضخمة و أصابعه غليظة لكنها ملساء ليس أطولهم لكنه بلا شك أشدهم بأسا ، يفرز بعض بطاريات النانو و يضع بعضها داخل ما يشبه المقابض يرد: نعم كائنات مقززة تشبه الفئران ،أمعن النظر إليها "خزام" لعلك توقف ترهاتك عن كونهم يستحقون اﻹنقاذ ،لقد ركنوا إلي الغرباء وعبدوهم.
خزام: إنه هارب منهم، لعله يستحق اﻹشادة ، فبعد تسميمهم لدماغه ،وتغييرهم لخلقته ،استطاع الهرب.
يتكلم شخص آخر بينما يحاول تهيئة الوحدة الصلبة التي كانت مع لامي ليدخلها أحد اﻹجهزة،يقول: و لما يهرب ويترك حياة الدعة والرغد ،إنهم لا يتكلفون مشقة ولا يشعرون بألم ،ربما طردوه .قال ذلك بعدما نجح في تنشيط الوحدة لكن لم يستطيع فتح ملفاتها لوجود رقم تعريفي وبصمة عين ، يقول بعدم اهتمام:لا فائدة منها.
ثم يدخل أحدهم ويقول احملوه إلى "أوس".
يحمل لامي إلى "أوس" الذى يتوسط الحجرة على مكتب معدني فوق منضدته قفازان معدنيان كبيران يخرج من برامجهما فوهات صغيرة ،يبدو أنه يصلح أحدهما ثم يرتديه فتدخل الفوهات ويتحرك المعدن في القفاز حركة آلية لتتغير ويصبح أصغر و يخرج من معصمه مدفع صغير،يوضع لامي أمام "أوس" الذي ينظر للآخرين في حين يوجه كلامه للامي :لا أعلم إن كنت ستفهم كلماتي ،لقد خبرت أمثالك من قبل ،تتكلمون بلسان قريب من لساننا .
ثم يمسك الحقيبة التي كانت مع لامي ويتابع:أراك تجمع أدواتنا،ما حاجتك بها ،ألا يكفيك الغرباء حاجتك، ألم تركنوا إليهم لتنعموا بالراحة وخلفتم الدمار وراءكم، لم تسرقون من مخازننا؟
تتابعت كلمات أوس دون أن يجرؤ أحد على مقاطعتها ، لم يكن "أوس" ينظر إلى لامي لم يهتم أحد به كانت كلمات "أوس" خطبة، لم يكن في الأمر استجواب ، لكن لامي الذي واجه مخاوف كثيرة الى اﻵن قادر على وقف سيل كلمات أوس، فقاطعه قائلا :لست تابعا للغرباء ،لقد واجهتهم وهربت منهم، لم آتي لسرقتكم بل للانضمام إليكم ،لدي بعض المهارات التي قد تفيدكم ، ومعلومات قد تنفعكم.
كان رد لامي مدهشا للجميع لم يكن لفحوى كلماته أثر كبير بل مجرد خروجها منه كان صادما،نظروا مشدوهين كأن الكلمات خرجت من حجر.
تكلم "خزام" الذي بدا كشخص تواق للاهتمام شخص يظن أن لديه حقا ما يقوله :لقد واجه ذلك الكائن الضعيف الغرباء دون خوف، إنه يؤمن أنه يستطيع قهرهم.
يقاطعه "أيهم": بربك خزام تتكلم عنه كأنه من أهلنا.
قرأ لامى كلمات ك"أهل" و "رب" من قبل و لكن لسماعه إياها وقعا آخر ، بدا أنه رأى ما قرأه في الكتب و واقعه و لمسه لقد بدا الموقف له كتحقيق نبوءة.
وبينما يفكر في تلك الكلمات خاطبه "جرير" و كان يبدو أسنهم أو أكثرهم فقد بدت أسئلته كأنها تسير في طريقها الى الأجوبة ، يعرف بما سيبدأ وكيف ينهيها، قال :كيف هربت من الغرباء.
حكى لامي ما حدث بينما ينظر إليه خزام بإعجاب ،ويتجاهل حديثه "أيهم" و ينظر إليه "أوس" شزرا،إلى أن أوقفه "جرير".
جرير: هل تريدنا أن نصدق أنك قادر على تدبير كل تلك الحيل؟ كيف أقنعك الغرباء بالمغامرة بنفسك؟لابد أنها موجات الدماغ ،يحسن أن تعترف بالحقيقة إذا كنت ترغب بالعودة إلى اﻷقبية .
أوس :ليس لدينا هنا عذاب حقيقي فحسب بل لدينا مستويات من العذاب.
تدخل إمرأة لم يستطع لامي أن يراها من مكانه ،تقول:أعفوا عن الكائن المسكين.
أوس:يجب أن نسلمه لحراس اﻷقبية ، و الا زحفت تلك الكائنات على مخزوننا و بددته.
خزام غاضبا :هل نعمل لدى الغرباء ؟أنسلم لهم من يعارضهم بدلا من إنقاذه؟
جرير مصعرا وجهه:لن يسئ الغرباء لجاسوسهم، وحتى إن كان هاربا فلن يلحقوا به أذى .
خزام: وهل هناك أذى أكبر مما هم فيه؟لقد قطعوا أنسالهم ،و شوهوا خلقتهم ،و حرموا عليهم ضوء الشمس و نسيم الوادي .
"أوس" بحزم:جرير و "أيهم" احملوا الكائن لبوابة اﻷقبية .
يتحرك اﻻثنان ليضعوا لامي على مركبة بأربعة محركات صغار بحجم كرة القدم ،تركب المركبة كالدراجة و لا تحمل أكثر من ثلاثة أفراد ردف بعضهم ،يوقفهم خزام ويناولهم أدوات لتفكيك وجمع الدراجة كي يطيلوا متنها ويزيدوا من عرضه لتحمل لامي المقيد معهم، تسقط من خزام بطارية نانو ،يمد لامي يده نحوها يسحبها ثم يحك يده القشرية بسريره المعدني ،يبصق على طرف البطارية ويضعها مكان اﻻحتكاك ـ الاحتكاك يسبب كهرباء استاتيكيية ـ ثم يلقي بها ناحية محركات المركبة محملة بشرارة تكبر حتى تسقط على كابل التوجيه و التغذية فيندفع المحرك حاملا المركبة للأمام ـ على الرغم من أن غرض لامي كان تفجيرها ـ التي تجر معها جرير و "أيهم" يجري خلفهم خزام ، يعتدل لامي ليجد مقبضا كان "أيهم"يوصل به بطارية نانو ليصدر بلازما ضعيفة ،يقطع لامي قيودة المعدنية بحذر ثم يركب إحدى مركباتهم الطائرة ،يهرب مرة أخرى، حقا(ديجافو ) ،لكنه لن يهيم هذه المرة فوجهته مدينة الفئران لابد أنها قدره ،" لن يتحرر لامي إلا بالعودة لسجانه".
حمل لامي على المركبة قدرا كبيرا من بطاريات النانو وبعض مقابض البلازما، انطلق لامي نحو مدينة اﻷقبية وانتطلقت داخله مشاعر الغضب بعدما علم أنه لا مهرب من مواجهة الغرباء-الحراس ، لقد أنهى البدو حلمه بالانضمام لعشيرة حرة خارج أسوار اﻷقبية، يتردد صدى كلمات خزام في آذانه ،أي ضنك أخضعوهم إليه ، لقد وطئوا جوهرهم و جردوهم من أرواحهم ، أطعموهم حنظلا حتى استطابوه ، مسخوا أجسادهم ، و اقتادوهم من أنوفهم .
دارت خواطر اﻷلم داخل عقل لامي حتى استطاب مدارها ، لقد صار مركز فلك آلامه ، لقد قيل له مؤخرا أنه يتشوق للألم(مازوخي ) ،لكنه تيقن أنه يتحرر به من محرقة النفوس داخل اﻷقبية، لن يطلب لامي اﻷلم بعد اﻵن ،فقد أصبح هو وجه اﻷلم ،حاد-متأجج -مخترق-سريع الوصول و ذو حراشف.
لكن أولا يحتاج بعض الطعام يجمع بعض الرمال و الماء فى أوعية ويأكل بعض براعم شجرة الطلح ويتحرك نحو النفق الموصل لمدينة الفئران النفق الذي خرج منه أول مرة ليتنسم الهواء الجاف للسيادة ، يعود ليس كعبد و لكن كضد.
وصل لامي إلى النفق ،ترك المركبة بالخارج أخذ الحقيبة جمع بعض أكبر البطاريات بمحول طاقة ،يجمعها بأنبوبة قطرها عشر بوصات و ارتفاعها قدم ،يجب أن تملأ بنظير غاز "أنون أكتيوم"الخامل(يعرف من أين يجمعه)الذي يتحمل شحنه بكمية هائلة من الطاقة قبل أن تتحرر ـ وبذلك يكون الانفجار أكبرـ
يتسلل لامي داخل اﻷقبية ،يبحث عن كنان ، بعد طول بحث و بعد أن تسلل بحذر لا خوف يجده متفاجئا به ،غاضبا للغاية، كان لمشاعر كنان نتيجة واحدة "احتضان لامي " .
لامي: لايوجد وقت للحديث ،أين سديم؟
كنان:و لكن ..ألم يشرحك الغرباء ؟
لامي :بلى لقد شرحونا جميعا، آن اﻷوان لرد صنيعهم.
قطع حديث لامي تغير في اﻹضاءة و ظهور الغرباء،يخرج لامي مقبض بلازما و أنبوبه رفيعه ،يخرج من جيب كنان لاصق أبو بريص يجمع اﻷنبوب بالمقبض و يفعل البلازما ليخرج وميض من الغاز الملتهب.
يوجهه نحو أحد الغرباء-الحراس الذين يتحلقون حولهم يرمي لامي ببعض الرمال في الهواء ويسكب المياه على رأسه ورأس كنان آملا أن يحميهم هذا من الموجات الدماغية ،يقترب الحارس من البلازما ،تصدم البلازما سترته المعدنية محدثة قوسا كهربائيا دون أن تؤثر به،يلوح لامي ببارقه بيينما يضيق الخناق عليهما ،تلمس البلازما فاصل مطاطي فتطاير اﻷطراف و ترتفع الخوذة لتسقط بين قدمي كنان.
بدت البذلة فارغة كأنها معبئة بالهواء ليس ثم أية رفات متناثرة ،تراجع الغرباء-الحراس وتجمعوا بعيدا كأنهم في انتظار تعليمات.
جرى لامي و كنان في اﻹتجاه المعاكس بحثا عن سديم، عندما رأت سديم لامي ممتشقا بارقه البتار لم تتمالك نفسها وكادت تهرب لولا أن المفاجأة صعقتها، قال لامي: خذيني إلى أحد المصاعد.
لم تنفع توسلات سديم التي انصاعت له بمجرد أن رأت خوذة الحارس بيد كنان.
توجه الثلاثة نحو مخرج في نهايته باب معدني كبير يقف عنده حارسان ،لم يكن صعبا على لامي التخلص منهما،استخدم لامي مقيض البلازما لكسر القفل ، وجهتهم سديم إلى الداخل حيث تم شفطهم ﻷعلى ،وصلوا لبهو يشبه البهو الذي هرب خلاله من قبل ،طالب لامي سديم وكنان بتفقد النوافذ ليعرف أيها تطل على هوة عميقة،بينما توجه إلى ما يشبه منضدة معدنية فقطع قوائمها و حمل سطحها ليصل بها مدخرة ، لابد أنه يتوقع أن تتحرك اﻷرضية كما حدث من قبل ،تصيح سديم قائلة: لقد وجدت ضالتك.
يجري الذكران نحوها بينما يجر لامي اللوح الذي شذبه بالبلازما، يدخل من أحد المنافذ مجموعة من الحراس ،تبدو ستراتهم مختلفة إنهم أكبر حجما من بقية الغرباء-الحراس ، من الصعب أن يخترق سيف البلازما تلك البذات،يوجه الحراس بنادف صاعقة نحوهم لكن لامي يتمترس باللوح ،ويطلب من سديم اﻻختباء بفتحة النافذة، تنفذ سديم ذلك رغم عدم منطقية الطلب لكن في تلك الفترة بدا أن المسلمة الوحيدة هي لامي.
دارت خواطر اﻷلم داخل عقل لامي حتى استطاب مدارها ، لقد صار مركز فلك آلامه ، لقد قيل له مؤخرا أنه يتشوق للألم(مازوخي ) ،لكنه تيقن أنه يتحرر به من محرقة النفوس داخل اﻷقبية، لن يطلب لامي اﻷلم بعد اﻵن ،فقد أصبح هو وجه اﻷلم ،حاد-متأجج -مخترق-سريع الوصول و ذو حراشف.
لكن أولا يحتاج بعض الطعام يجمع بعض الرمال و الماء فى أوعية ويأكل بعض براعم شجرة الطلح ويتحرك نحو النفق الموصل لمدينة الفئران النفق الذي خرج منه أول مرة ليتنسم الهواء الجاف للسيادة ، يعود ليس كعبد و لكن كضد.
وصل لامي إلى النفق ،ترك المركبة بالخارج أخذ الحقيبة جمع بعض أكبر البطاريات بمحول طاقة ،يجمعها بأنبوبة قطرها عشر بوصات و ارتفاعها قدم ،يجب أن تملأ بنظير غاز "أنون أكتيوم"الخامل(يعرف من أين يجمعه)الذي يتحمل شحنه بكمية هائلة من الطاقة قبل أن تتحرر ـ وبذلك يكون الانفجار أكبرـ
يتسلل لامي داخل اﻷقبية ،يبحث عن كنان ، بعد طول بحث و بعد أن تسلل بحذر لا خوف يجده متفاجئا به ،غاضبا للغاية، كان لمشاعر كنان نتيجة واحدة "احتضان لامي " .
لامي: لايوجد وقت للحديث ،أين سديم؟
كنان:و لكن ..ألم يشرحك الغرباء ؟
لامي :بلى لقد شرحونا جميعا، آن اﻷوان لرد صنيعهم.
قطع حديث لامي تغير في اﻹضاءة و ظهور الغرباء،يخرج لامي مقبض بلازما و أنبوبه رفيعه ،يخرج من جيب كنان لاصق أبو بريص يجمع اﻷنبوب بالمقبض و يفعل البلازما ليخرج وميض من الغاز الملتهب.
يوجهه نحو أحد الغرباء-الحراس الذين يتحلقون حولهم يرمي لامي ببعض الرمال في الهواء ويسكب المياه على رأسه ورأس كنان آملا أن يحميهم هذا من الموجات الدماغية ،يقترب الحارس من البلازما ،تصدم البلازما سترته المعدنية محدثة قوسا كهربائيا دون أن تؤثر به،يلوح لامي ببارقه بيينما يضيق الخناق عليهما ،تلمس البلازما فاصل مطاطي فتطاير اﻷطراف و ترتفع الخوذة لتسقط بين قدمي كنان.
بدت البذلة فارغة كأنها معبئة بالهواء ليس ثم أية رفات متناثرة ،تراجع الغرباء-الحراس وتجمعوا بعيدا كأنهم في انتظار تعليمات.
جرى لامي و كنان في اﻹتجاه المعاكس بحثا عن سديم، عندما رأت سديم لامي ممتشقا بارقه البتار لم تتمالك نفسها وكادت تهرب لولا أن المفاجأة صعقتها، قال لامي: خذيني إلى أحد المصاعد.
لم تنفع توسلات سديم التي انصاعت له بمجرد أن رأت خوذة الحارس بيد كنان.
توجه الثلاثة نحو مخرج في نهايته باب معدني كبير يقف عنده حارسان ،لم يكن صعبا على لامي التخلص منهما،استخدم لامي مقيض البلازما لكسر القفل ، وجهتهم سديم إلى الداخل حيث تم شفطهم ﻷعلى ،وصلوا لبهو يشبه البهو الذي هرب خلاله من قبل ،طالب لامي سديم وكنان بتفقد النوافذ ليعرف أيها تطل على هوة عميقة،بينما توجه إلى ما يشبه منضدة معدنية فقطع قوائمها و حمل سطحها ليصل بها مدخرة ، لابد أنه يتوقع أن تتحرك اﻷرضية كما حدث من قبل ،تصيح سديم قائلة: لقد وجدت ضالتك.
يجري الذكران نحوها بينما يجر لامي اللوح الذي شذبه بالبلازما، يدخل من أحد المنافذ مجموعة من الحراس ،تبدو ستراتهم مختلفة إنهم أكبر حجما من بقية الغرباء-الحراس ، من الصعب أن يخترق سيف البلازما تلك البذات،يوجه الحراس بنادف صاعقة نحوهم لكن لامي يتمترس باللوح ،ويطلب من سديم اﻻختباء بفتحة النافذة، تنفذ سديم ذلك رغم عدم منطقية الطلب لكن في تلك الفترة بدا أن المسلمة الوحيدة هي لامي.
ما أن تضع قدمها حتى يدفعها لامي لتسقط ﻷسفل الهوة ،ينظر له كنان نظرات حائرة، يقول له لامي عليك أن تتبعها ،إن لم تثق بي ثق بهذا(مشير لبارقه البتار ) ، ثم يوجه سنانه نحو طرف اللوح و يلمس بالطرف الساخن جسد كنان الذي يقفز من اﻷلم و يتعلق بالنافذة ، يدفعه لامي بيد بينما يمسك بيده اﻷخرى ترسه اللوحي ليلحق كنان بسديم.
عليه مواجهة الحراس ليصل إلى غرفة السائل اللاودي، أخرج مدخرة من حقيبة ظهرة ،فعلها و ألقاها نحو أحد الحراس الذي التقطها ، نزع لامي لصق أبو بريص و زاد من حدة البلازما ،ألقى المقبض نحو البطارية و لكنها سقطت بعيدا عنها (إن الحوادث تثبت أنه لا يجيد التصويب ) ،يرفع أحد الحراس مقبض البلازما يحاول إغلاق البلازما لكن يرفع من حدتها حتى تلمس البطارية في يد الحارس للتتناثر القطع المعدنية و يطير لامي مصطدم بالجدار و سقط يكاد أن يفقد الوعي ،دفع نفسه نحو النافذة وتبع كنان و سديم إلى غرفة السائل اللاودي .
تبخرت الرغوة التي تلقته ،أخرج الجهاز المعبأ بغاز "أنون أكتيوم"الخامل فعل المدخرات وأسرع نحو أكبر تجمع لتغصنات السائل ثم ألقاه وسطها قبل أن تغلف الأنابيب السائل ،أخرج لامي من الحقيبة مقبض بلازما وفعله و ألصقه باﻷنابيب ليحرص على أن تظل اﻷنابيب حول الجهاز و السائل.
يسرع السكان الثلاثة نحو مستودع المخلفات يستخدم لامي السائل اللزج لفتح كوة كما فعل حين هرب من هنا آخر مرة تفتح النافذة ويدفع سديم إلي الخارج ، لكن يبدو أن النافذة البديلة تغلق أسرع وبقوة أكبر من المرة السابقة ، أعد لامي وحدة جديدة لفتح النافذة مرة أخري لكن يبدو أنها لا تتأثر تبدو أمها أمتن وأصلب ، يجرب نافذة أخرى ، إنها التي فتحها حين سقط هنا وحده،إنها التي تقع بالوسط ، لا فائدة أيضا (لابد أن النافذة البديلة تكون أصلب ويتعذر تدميرها ) لم تتبقى سوى نافذة أخيرة لم تتعرض لمحاولات لامي ،هذه الفرصة اﻷخيرة ، يجب أن يسرع كنان و لامى بالخروج قبل أن تنزل النافذة البديلة ،تنجح المحاولة و تخرق النافذة يدفع لامي كنان بقوة ينزلق للخارج في حين قدمه اليسرى مازالت عالقة بالداخل تنزل النافذة البديلة بسرعة كبيرة و حدة لتبتر قدمه ويغشى عليه ،تصرخ سديم و تطرق بقوة على النافذة ، يحاول لامى تحطيم النافذة بكل الحيل دون جوى، اﻷلم يعتصر قلب سديم ،لم تظن أن هناك شىء يمكن أن يطعنها من داخلها ، يخترق اﻷفق متحركا نحوهم مركبة تحوم ثم تنزل بجانب كنان المبتور ،إنه خزام لقد تبع أثر لامي بعد أن ساعده على الهرب من أوس و جماعته ،تبعه حتى وجد المركبة و لكن لم يلاحظ النفق الموصل للأقبية.
تحكي له سديم ما حدث ، يحاول إخراج لامي بينما يقول: لامي أيها اﻷحمق إنها خلية ذكية واحدة من آلاف خلايا مدينة الفئران.
يرى خزام وميض فيحمل كنان وسديم بعيدا.
بينما يتمدد الوميض مبتلعا هذا الجانب من مدينة اﻷقبية وفي وسطه لامي، لقد صدقت نبوءة لامي ، فقد وجد حريته في محبسه ، و كان هلاكه على يديه.
عليه مواجهة الحراس ليصل إلى غرفة السائل اللاودي، أخرج مدخرة من حقيبة ظهرة ،فعلها و ألقاها نحو أحد الحراس الذي التقطها ، نزع لامي لصق أبو بريص و زاد من حدة البلازما ،ألقى المقبض نحو البطارية و لكنها سقطت بعيدا عنها (إن الحوادث تثبت أنه لا يجيد التصويب ) ،يرفع أحد الحراس مقبض البلازما يحاول إغلاق البلازما لكن يرفع من حدتها حتى تلمس البطارية في يد الحارس للتتناثر القطع المعدنية و يطير لامي مصطدم بالجدار و سقط يكاد أن يفقد الوعي ،دفع نفسه نحو النافذة وتبع كنان و سديم إلى غرفة السائل اللاودي .
تبخرت الرغوة التي تلقته ،أخرج الجهاز المعبأ بغاز "أنون أكتيوم"الخامل فعل المدخرات وأسرع نحو أكبر تجمع لتغصنات السائل ثم ألقاه وسطها قبل أن تغلف الأنابيب السائل ،أخرج لامي من الحقيبة مقبض بلازما وفعله و ألصقه باﻷنابيب ليحرص على أن تظل اﻷنابيب حول الجهاز و السائل.
يسرع السكان الثلاثة نحو مستودع المخلفات يستخدم لامي السائل اللزج لفتح كوة كما فعل حين هرب من هنا آخر مرة تفتح النافذة ويدفع سديم إلي الخارج ، لكن يبدو أن النافذة البديلة تغلق أسرع وبقوة أكبر من المرة السابقة ، أعد لامي وحدة جديدة لفتح النافذة مرة أخري لكن يبدو أنها لا تتأثر تبدو أمها أمتن وأصلب ، يجرب نافذة أخرى ، إنها التي فتحها حين سقط هنا وحده،إنها التي تقع بالوسط ، لا فائدة أيضا (لابد أن النافذة البديلة تكون أصلب ويتعذر تدميرها ) لم تتبقى سوى نافذة أخيرة لم تتعرض لمحاولات لامي ،هذه الفرصة اﻷخيرة ، يجب أن يسرع كنان و لامى بالخروج قبل أن تنزل النافذة البديلة ،تنجح المحاولة و تخرق النافذة يدفع لامي كنان بقوة ينزلق للخارج في حين قدمه اليسرى مازالت عالقة بالداخل تنزل النافذة البديلة بسرعة كبيرة و حدة لتبتر قدمه ويغشى عليه ،تصرخ سديم و تطرق بقوة على النافذة ، يحاول لامى تحطيم النافذة بكل الحيل دون جوى، اﻷلم يعتصر قلب سديم ،لم تظن أن هناك شىء يمكن أن يطعنها من داخلها ، يخترق اﻷفق متحركا نحوهم مركبة تحوم ثم تنزل بجانب كنان المبتور ،إنه خزام لقد تبع أثر لامي بعد أن ساعده على الهرب من أوس و جماعته ،تبعه حتى وجد المركبة و لكن لم يلاحظ النفق الموصل للأقبية.
تحكي له سديم ما حدث ، يحاول إخراج لامي بينما يقول: لامي أيها اﻷحمق إنها خلية ذكية واحدة من آلاف خلايا مدينة الفئران.
يرى خزام وميض فيحمل كنان وسديم بعيدا.
بينما يتمدد الوميض مبتلعا هذا الجانب من مدينة اﻷقبية وفي وسطه لامي، لقد صدقت نبوءة لامي ، فقد وجد حريته في محبسه ، و كان هلاكه على يديه.